صراع المحافظين والليبراليين يطيح بمواقع صحف إلكترونية في السعودية

متابعون يعتبرونها خطوة إلى الوراء في مجال الحريات الإعلامية
صراع المحافظين والليبراليين يطيح بمواقع صحف إلكترونية في السعودية

صراع المحافظين والليبراليين يطيح بمواقع صحف إلكترونية في السعودية 1398_l

الحقيقة الدولية – عمان ـ خاص

حجبت السلطات السعودية عدداً من الصحف الالكترونية عن شبكة الانترنت، وأغلقت مكاتب تلك الصحف، في خطوة وصفها متابعون للشأن السعودي بأنها رجوع إلى الخلف في مجال الحريات الصحفية والإعلامية.

فقد قامت هذه الجهات بإغلاق صحيفة "سبق" الالكترونية، الأكثر شهرة في المملكة، وأغلقت صحيفة "الوئام" الالكترونية، وعددا من المنتديات، فيما تعرض موقع "لجينيات" إلى قرصنة منعت ظهوره حتى الآن على الشبكة العنكبوتية.

وبحسب المعلومات المتسربة من أصحاب هذه المواقع، فان سبب المنع يعود إلى موقف هذه المواقع من قضية الاختلاط في جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز، ونشرها لفيديو تم تصويره خلال حفل الافتتاح يظهر بعض الراقصين من الشباب والفتيات، بالإضافة إلى مساندة هذه المواقع للشيخ سعد الشثري، عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، في موقفه المعلن من قضية الاختلاط في الجامعة المذكورة، والذي تم بسببه إقالته من الهيئة.

إلا أن مراقبين يرون ان الهجوم الدائم من قبل هذه المواقع على الشيعة، أسهم إلى حد كبير في اتخاذ قرار إغلاقها، وما القرصنة التي تعرض لها موقع "لجينيات" المقرب من الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي، والشخصية الأكثر مقاومة لتوجهات الملك عبد الله، من قبل جهات عرفت عن نفسها بأنها شيعية، إلا مؤشر على ذلك.

ويأتي إغلاق هذه الصحف الالكترونية، في الوقت الذي يدور فيه صراع خفي بين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ورجال الدين المتشددين، في محاولة منه لجعل المملكة أكثر تحررا.

تقارير دولية

وكان تقرير دولي أصدرته لجنة حماية الصحافيين الدولية مؤخرا، أدانت الإجراءات التي تقوم بها السلطات السعودية تجاه المواقع الالكترونية والمدونين الالكترونيين، وبين التقرير أن السعودية احتلت أسوأ المراتب في مجال قمع النشر الالكتروني العام الحالي إلى جانب مصر وتونس وسورية.

وقال محمد عبد الدايم منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين الدولية، ان المواقع الالكترونية والمدونات الصحفية ازدهرت في المنطقة كثيرا خلال السنوات القليلة الماضية.

ويرجع عبد الدايم هذا الازدهار إلى "مناخ التضييق على وسائل الإعلام التقليدية والذي أدى إلى توجّه العديد من الصحفيين نحو النشر على شبكة الإنترنت، حيث يمكنهم كتابة مقالات ناقدة وتحري قضايا حساسة لا تتمكن وسائل الإعلام التقليدية من تناولها بسبب الحظر المفروض منذ أمد بعيد على مثل هذه المواضيع، أو لأن بعض وسائل الإعلام هذه مملوكة من قبل الحكومات".

وقال تقرير لجنة حماية الصحفيين ان الحكومات العربية تبذل جهوداً كبيرة لمقاومة توسع المواقع الالكترونية والمدونات، فقد أخذت السلطات بتوسيع القيود القانونية القائمة وبسن قوانين جديدة بشأن النشر الإلكتروني تحديداً، وبدأت بفرض متطلبات على مزودي خدمة الإنترنت لمراقبة الزبائن. كما عمدت هذه البلدان إلى استخدام وسائل تكنولوجية حديثة لمراقبة المواد المنشورة على شبكة الإنترنت أو حجبها.

» هذا ماحدث في السفاره السعودية بعد البيان الصادر من السفاره في القاهره