دمـــــــوع الــــشــــتــــاء

عندما تتساقط كرات الثلج المتلألئة...
وتغطي الأرض ببساط أبيض نقي ...
وتلبس الأشجار حلتها الحزينة..
.وتكتسي الحقول بثوب الشتاء القارس والوديان برقع الثلوج...
يتوارى ضوء الشمس الحاني على أرض الشتاء...
ويغيب صوت العصفور الذي يتسلل وراء الأفق...
تضج رياح العواصف الغاضبة بثورتها الهائجة أرجاء المكان...
ويشق وميض البرق اللامع وصوت الرعد الصاخب سكون الشتاء...
أقف على ضفاف النهر المتجمد ...
أراقب الوردة البرية المتألقة وسط طبقات الثلج المتراكم ...
وقطرات الماء تعلو أوراقها...
أراقبها حينما تغرق دموع الشتاء قلبي ...
وتثقل الهموم صدري...
أراقبها حينما تطرق رياح الأحزان الباردة أبواب كياني ...
حينما أتجرع كأس الألم قطرة قطرة...
عندما تذرف جفون الشتاء دموع الألم...
أراقبها فأراها تبتسم لي دوما..
.ابتسامة صافية صادقة...
توقد بشذا أريجها قناديل الأمل وسط صمت الشتاء ..
.تغسل الهموم بهمساتها الرقيقة ...
تبدد ببريقها الوحشة التي سكنت قلبي...
تمزق خيوط العنكبوت التي نسجت فوق طيف أحلامي...
تنتشل روحي من جوف الظلام...
هاأنا ذا أتوارى بقلبي الشجن من عالم سكنته الخفافيش فأدمت القلوب الرقيقة ...
وحفرت دروب الألم...
ونقشت جدار الأيام بحروف من دماء...
عالم سجنت فيه الأحلام خلف قضبان الظلام...
هاأناذاأتوارى بأنين محبرتي وآهات قلمي من عالم جفت جداوله...
وذبلت أوراقه...
وانسكبت سيول الأحزان على وديانه...
فضلت أن أرحل إلى مكان بعيد تسمو فيه المشاعر ...
يجد فيه الشاعر كلماته حال ما ينظر للقمر...
فضلت أن أقحم نفسي في المكان الذي أحببت ...
قد يكون هذا العالم محض خيال وحسب ولكنه يبقى جديرا بحمل نبض قلوبنا الرقيقة التي خاضت مخاض ليل طويل موجع حد الموت...
جديرا بحمل نقاء أحلامنا الذي اندثر بين أنفاس الظلام...